تعلّم

لماذا نعتقد أن ريادة الأعمال هي حل الأزمة الاقتصادية الحالية؟

جدول المحتويات

على رغم التحليلات السلبية مؤخرا حول مستقبل ريادة الأعمال والشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، تزامنا مع الأزمة الاقتصادية الراهنة وقرار البنك الفيدرالي برفع الفائدة إلى 75 نقطة، إلا أننا مازلنا نرى أن المستقبل هو في الشركات الناشئة أن تصمد وتكمل مسيرتها نحو النمو للخروج من مرحلة عنق الزجاجة الحالية والتي تمر بها حركة التجارة والصناعة حول العالم الآن ونحن على مشارف حدوث الركود.

في وقت الأزمات الاقتصادية يتغير سلوك المستهلكون دائما في بدء دورة التدهور الاقتصادي، فيصبح المستهلكون متوترين لذلك ينفقون أقل، وتجني الشركات أموالاً أقل مما كانت عليه من قبل، وتبطئ الشركات عمليات التوظيف الجدية أو حتى تقوم بتسريح الموظفين القدامى، وهذا النمط السلوكي الناتج عن هلع المستهلكين يطيل فترات الركود ولا يعجل بسرعة الخروج من هنا.

ومن هنا يأتي دور ريادة الأعمال فعلى عكس المعتقد فإن الركود قد يخلق فرصاً لريادة الأعمال لكل من الشركات والأفراد، وأن أنشطة ريادة الأعمال بإمكانها أن تخرجنا من فترة الركود القادمة والعودة إلى فترة الانتعاش الاقتصادي. فقد تخلق حالات الركود فرصا عديدة للشركات الناشئة والمتوسطة الحجم، فقد ذكرت مقالة في هارفارد بيزنس ريفيو من عام 2008، أن فترات الركود تميل إلى “إعادة ترتيب الأمور” بشكل تنافسي، بمعنى أن 20٪ من أصحاب الأداء الأدنى في أي صناعة سيصبحون الأفضل أداءً، و 20٪ من أصحاب الأداء الأعلى سيصبحون أصحاب الأداء المنخفض.

وهذه إحصائية قد تعد صادمة نوعا ما ومغايرة للمتوقع، ولكنها تنتقل بنا إلى نقطة أساسية أخرى وهي أنه خلال فترة الركود، يجب أن تبتكر وتضاعف طاقتك وإلا فسوف يتفوق عليك منافسوك، ولا تنس نصيحة وارن بافت الشهيرة ” كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، كن جشعاً عندما يخاف الآخرون. وهذا يمكن أن يلخص سياسة التداول ضد الاتجاه في وقت الأزمات، وإن أفضل وقت للاستثمار في سوق الأسهم هو عندما تكون هناك أزمة اقتصادية“.

ما هي المزايا التي يوفرها الركود لرواد الأعمال؟

  • تقليل المنافسة على الموهوبين وظيفيا
  • نظرًا لأن العديد من الشركات تبطئ عملية التوظيف أثناء فترات الركود، فسيكون من الأسهل العثور على مواهب عالية الجودة دون رفع عروض المرتبات أو المفاوضة على ميزانية كبيرة للمرتبات الشهرية.
  • انخفاض تكاليف التشغيل
  • في معظم فترات الركود (باستثناء الركود الحالي)، تميل أسعار كل شيء إلى الانخفاض. وفي جميع فترات الركود بشكل عام تميل أسعار شراء معدات الإنتاج والأصول المعمرة إلى الانخفاض. مما يجعل الاستثمار طويل الأمد فيها ميسور التكلفة، وذلك لأنه عندما تتوقف الشركات عن العمل، سيكون هناك قلة لديها في التوافر المالي (فيتعين عليهم بيع جزء من أصولهم المعمرة بأي عرض مالي متاح)، مما يتيح لرواد الأعمال الشراء أو التعاقد لتأجير مصانع ومؤسسات بدء التشغيل بأقل التكاليف.
  • التحكم في اتجاهات المستهلكين
  • يعتقد معظم الناس أنه خلال فترة الركود، سينفق الأفراد والمنظمات بشكل أقل وهذه حقيقة صادمة للوضع القادم ولكن على الجانب الآخر يبدأ المستهلكون بالاهتمام بنفقاتهم وعلى ماذا سيحصلون مقابل الإنفاق على منتج ما وما هي قيمته الشرائية. ويمكن أن يكون هذا أمرًا جيدًا لرواد الأعمال لأنه خلال الأوقات العادية، يميل الناس إلى الوقوع في روتين الشراء المعتاد حيث يشترون نفس الأشياء التي كانوا يشترونها دائمًا. بينما في فترات الركود يضطرون إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للقيمة التي يحصلون عليها مقابل الأموال التي ينفقونها كما ذكرنا سابقا. لذلك إذا كان لديك خطة عمل لطرح وتنفيذ منتج بديل ذو قيمة شرائية عالية، فمن المرجح أن يبدء المستهلكون في الاهتمام بعملك وتجربة منتجك.
  • المزيد من التحفيز نحو الإنتاج الإبداعي
  • الاستقرار يولد الرضا عن النفس، وقد يكون الركود الذي يهدد عملك هو “شعلة اليقظة” التي تحتاجها لتحفيزك على بذل جهد إضافي لبدء هذا العمل الجديد.
  • المزيد من الموارد المالية
  • إذا كنت صاحب عمل فمن المحتمل أن يكون لديك بعض الموظفين ذوي الأداء الضعيف، ولكن ليس بالقدر الكافي لتبرير فصلهم من العمل حتى الآن. أما مع موجة الركود القادمة سيتطلب الأمر منك أن تلقي نظرة فاحصة على كل درهم تنفقه. وبالإضافة إلى ذلك أصبح لديك الآن سبب قانوني لتسريح الموظفين ذوي الأداء الضعيف. مما سيمنحك المزيد من التحكم في الموارد المالية التي ستقوم بتوفيرها بعد التخلص من العمالة الزائدة قليلة الكفاءة ،والتي يمكنك إعادة توجيهها لاستخدامات أكثر إنتاجية: مثل الاستثمار في جودة المنتج.

والآن بعد أن استعرضنا العديد من الفرص التي يمكن لريادة الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة توظيفها في فترات الركود لتعيد الانتعاش الاقتصادي، وتساهم في تطور ونمو الشركات الناشئة أيضاً، سنستعرض بعض الاستراتيجيات التي يمكنك البدء في التفكير بتنفيذها:

اغتنم الفرصة متى أتيحت

في الفقرة السابقة ذكرنا خمس مزايا يوفرها الركود لرواد الأعمال. لا تنساهم! وابحث عن المواهب والأصول منخفضة التكلفة، وانتبه لاحتياجات المستهلك المتغيرة، ولا تؤجل استثمار اليوم إلى الغد!

ركز على التغييرات في سلوك المستهلك

في فترة الجائحة والتي اعتبرها البعض ركودا، أدركت منصة Zoom أنه نظرًا لأن المزيد من الأشخاص يعملون عن بُعد، فسيحتاجون إلى خدمة مؤتمرات فيديو سهلة الاستخدام وموثوقة. وستكون احتياجات هذا “المستهلك المحترف” مختلفة كثيرًا عن احتياجات مستخدم Skype الذي يستخدم الخدمة من حين لآخر فقط للتحدث إلى ابن عمه في دولة أخرى.

وفي وقت الجائحة وبعد أن أصبح الجميع تقريبًا يعمل عن بُعد، كان منتج Zoom مناسبًا بشكل أفضل بكثير مما فعل Skype.

لذا عليك البدء بإجابة بعض التساؤلات منذ الآن ، والتي أوصلت تطبيق زوم لأن يحتل المرتبة الأولى وقت الجائحة كالأكثر استخداما.

(كيف سيغير عملاؤك سلوكهم خلال فترة الركود التالية؟ هل يخدم منتجك هذا السلوك الجديد؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فعليك الاستثمار وإلا فإن المنافس سيفعل ذلك.

لا تخف من الاستثمار (فكر بعقلية ريادة الأعمال)

من الصعب تبرير زيادة الاستثمار عندما ينخفض معدل ​​الإنفاق العام في فترة الركود. ولكن كما ذكرنا سابقاً أن تكاليف عدم الاستثمار قد تضيع عليك موارد وإمكانات جاهزة، يمكنك استغلالها للتشغيل وتعديل إنتاجك وبأقل التكاليف وتوقيع عقود تضمن استغلالك لها على المدى الطويل فيما بعد الركود، وتذكر أنت تستثمر للغد وليس للوقت الحالي فقط.

عادة ما تميل فترات الركود إلى “زعزعة الأمور” في كل صناعة، يمكننا تشبيه الأمر بالهزة الأرضية. وهذا الأمر يتضح بشكل بارز في فترة الركود الحالي، والذي يلوح في الأفق، لأن سلوك المستهلكين العام قد بدء في التغير بسرعة كبيرة منذ الآن. وبالتالي علينا كرواد أعمال ومهتمين بالتنمية جميعًا أن نسأل أنفسنا، هل الوضع الحالي سيسمح لنا بالنجاح إذا ما استسلمنا للتوجيهات السلبية؟ وتناسينا جوهر ريادة الأعمال في السعي للخروج من المأزق التقليدي؟.

يمكنك أيضا قراءة: أزمة الركود الاقتصادي الجديدة ومستقبل ريادة الأعمال

خطوات بزنس

خطوات بزنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

أحدث ما كُتب