تعلّم

كيف تربح من أفكارك التجارية الجديدة

جدول المحتويات

في عالم ريادة الأعمال فإنه على عكس المتوقع أن يكون رأس مالك هو رصيدك المالي فقط! حيث تمثل أفكارك التجارية، وعقليتك الإبداعية كرائد أعمال، حجر الأساس في بدء مشروعك الناشئ وتطويره وحتى الحصول على الدعم المالي الكافي له، في هذا المقال سوف نشرح لك كيف تستفيد من أفكارك التجارية بطريقة عملية ومربحة.

كيف تحصل على الدعم الحكومي والاستثماري لأفكارك التجارية الجديدة؟

إن عالم الأعمال التجارية والاقتصادية اليوم، لا يشبه الأمس في تجاهل المبدعين والمبتكرين، لم يعد العثور على دعم مالي أو تدريبي لرواد الأعمال شيئاً معقداً كعلم الصواريخ! خلال العقدين الماضيين لاقت الأفكار التجارية الجديدة من رواد الأعمال الصغار، وأصحاب المشاريع المتوسطة عناية من حكومات الدول وأصحاب الاستثمارات الكبرى، إزداد دعم المشاريع الناشئة ذات الأفكار المبتكرة بالتزامن مع رؤية 2030، إذا كنت تمتلك فكرة مبدعة ولديك شغف تجاه تحقيقها، فأنت النوع الذي يبحث عنه مقدموا برامج دعم الأعمال لتطوير اقتصاد الدول، وإعطاء فكرته التجارية فرصة للمساهمة في الحد من البطالة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

قد يبدو الأمر سهلاً عند الحديث عن الإمكانات وفرص الدعم المتاحة لأصحاب الأفكار التجارية الجديدة، لكن في الواقع تثبت الإحصائيات وأبحاث السوق ما هو عكس ذلك، إذ عليك أن تضع بذهنك أن الصبر والاستمرارية هما رفيقي طريقك في رحلة اعتماد أول فكرة رائدة لك وحتى إطلاق نموذج المنتج الأولي منها.

أشارت إحدى الاستقصاءات الداخلية لدى وحدة البحث والتطوير داخل الشركات الكبرى، أنه من بين كل 58 فكرة جديدة تم تقديمها، تجاوزت 12 فكرة فقط معايير الموافقة الأولية، ومن بين ال12 فكرة تجارية المقدمة، نجحت فكرة واحدة فقط كمنتج!

دراسة أخرى تم إجرائها لمساعدة رواد الأعمال المبتكرين أثبتت أنه من بين كل 100 فكرة، هناك 85 فكرة تجارية بها الكثير من الأخطاء والتي يمكن إقصائها، في حين أن نسبة نجاح أفكار المشروعات التي ستدر مالاً من ضمن ال15 المتبقية، هي خمسة فقط!

إن عملية اختيار الأفكار المبتكرة الربحية، لدى الشركات الكبرى وداعمي رواد الأعمال، هي عملية معقدة جداً بالطبع لا يريد أحد أن يلقي بأمواله في أفكار استثمارية عالية المخاطرة، لذلك ولكي تسهل على نفسك هناك أربع إستراتيجيات عليك إتباعها، لكي تستطيع أن تصل بفكرتك الإبداعية من حيز الدراسة إلى التنفيذ.

دمج إستراتيجيات توليد الأفكار مع تقييمها بنفس الوقت

قد تبدو هاتان العمليتان متتابعتان، ولكن إن كنت تبحث عن توليد أفكار أصلية وفريدة بما فيه الكفاية لإقناع أصحاب الشركات بدعمك وتنفيذها، عليك التوقف أثناء العصف الذهني لتوليد الأفكار، وأن تقوم بمراجعة كل فكرة وتقييمها، وأن تسأل نفسك بعض الأسئلة الهامة:

  • ما هي الأفكار التي ذكرتها بالفعل والتي تشعر أن لديها أكبر إمكانية لتصبح أفضل خيارات التنفيذ؟
  • هل يمكنك دمج هذه الأفكار بطريقة تكون أفضل من أي فكرة واحدة؟
  • هل هناك أفكار جديدة أثيرت خلال عملية التقييم و فاتتك؟

السؤال المناسب في الوقت المناسب

عليك تعلم مهارة طرح السؤال المناسب حول أفكارك التجارية الجديدة في الوقت المناسب، في مرحلة توليد الأفكار عليك البدء بالتساؤل حول أي الأفكار ستكون أكثر ربحية؟ أو أي الأفكار ستكون فعالة في حل شكوى أو سد احتياجات العملاء بشكل أسرع؟ والأهم من ذلك كله كيف ستقوم بالإنتاج والترويج لفكرتك الرائدة؟

معظم الشركات تتحفز أكثر تجاه شراء الأفكار الجديدة، كلما كانت الخطوات التنفيذية المتعلقة بها متقدمة من حيث وجود نموذج أولي للمنتج و وجود خطة عمل وخطة تسويق تتوقع أرباح ومبيعات هذا المنتج. من السهل عليك أن تروج وتحصل على دعم مالي لفكرة مادية ملموسة، وكيان تجاري متواجد على أرض الواقع، على عكس أن تبدأ إقناع المستثمرين بدعم فكرة مازالت في حيز التنفيذ! لذلك عليك التساؤل دائما حول قابلية تطبيق أفكارك على أرض الواقع، وترجمتها لمنتج فعلي متوقع له النجاح.

التفكير قبل التحليل

معظم الأفكار الرائدة اليوم بدأت بفكرة حماسية لحل مشكلة ما رأى فيها رائد الأعمال المبتكر هدفاً جديداً للاستثمار، يخبرك البعض عن إتباع إستراتيجية الثقة بحدسك، واستخدام الأفكار الداخلية قبل التحليل، لكن ماذا لو فكرت بدمج الطريقتين معا؟ أثبتت دراسة من جامعة أيندهوفن الهولندية للتكنولوجيا، أن الدمج بين العقلانية والحدس أثناء عملية اتخاذ القرار، وحسم الاختيار أثناء تصميم منتجك الجديد، سيضاعف سرعة اتخاذ القرارات لديك وجودة المخرجات.

الترتيب الذي تطبقه عند بدء التفكير مهم، إبدأ بالاعتماد على حدسك قبل تحليل السلبيات والإيجابيات، ثم اطرح تساؤلاً حول ماهية الفكرة أو الأفكار التي ستجيب على حل مشكلة موضوع البحث والاستثمار؟ ثم استخدم التطبيق التحليلي العقلاني بعد ذلك، إذا أحسست بتعارض التفكير العقلاني لديك مع فكرتك الرئيسية، إبدأ بتعداد الأسباب التي أدت إلى ذلك وحاول أن توازن بين الحجج العقلانية في رفض الأفكار والبديهيات، كل هذا من شأنه أن يساعدك في فلترة أفكارك حتى تصل إلى أفضل تصور.

تقييم دراسة جدوى أفكارك التجارية

في عام 2010 تم إجراء تجربة بحثية من قبل باحثو جامعة بنسلفانيا عن ما هو الهيكل المطلوب لتأسيس مجموعة عمل تختار أفضل الأفكار؟ تم تأسيس هيكل مجموعتي عمل أحدهما موحدة والأخرى تحتوي على أفراد مختلفين وأظهرت النتائج التالي:

هيكل الفريق الجماعي الذي أمضى فيه المشاركون 35 دقيقة، في مجموعات مكونة من أربعة أفراد، لتوليد وتقييم ثم اختيار أفضل الأفكار.
هيكل الفريق المنفرد حيث أمضى الأفراد 10 دقائق بمفردهم للتفكير في إنشاء أفكارهم، وتصنيفها قبل الانضمام إلى ثلاثة مشاركين آخرين للمشاركة والموافقة على أفضل الأفكار.
ولدت المجموعات في الهيكل المنفرد المزيد من الأفكار والاقتراحات بشكل أفضل، كما تميزت أكثر ابتكاراً من حيث جودة الأفكار التي تم إنشاؤها. يؤكد هذا البحث التأثير الفعال للعصف الذهني الجماعي والجمع بينه وبين التفكير الفردي المتنوع.
كما طرحت الدراسة سؤالًا آخر: كيف أثر الوقت الذي قضته المجموعة في الهيكل المنفرد إيجابًا على عملهم؟
قدمت الأبحاث المختلفة تفسيرًا لذلك: بأن العمل الجماعي ينتج أفكارًا أكثر جدوى، بينما ينتج العمل الفردي المزيد من الأفكار الأصلية. ولكي تحصل على الميزتين وتولد أفكار أصلية وقابلة للتنفيذ، تحتاج إلى الجمع بين التفكير الفردي وتفكير المجموعة كما فعل الباحثين في الهيكل المنفرد.

قبل البدء في تقييم جدوى أفكار المشروع الخاص بك والتعاون مع فريق العمل، هناك بعض الخطوط العريضة التي يمكنك أن تتبعها لتسهيل عملية التقييم وهي:

  • التحقق من تميز فكرة علامتك التجارية.
  • اقترح خطة العمل المناسبة.
  •  ركز على نقاط البيع الفريدة الخاصة بك والاستفادة منها.
  • حساب الحد الأقصى لميزانية التكاليف الجارية.
  • بناء نماذج شخصية للعملاء المحتملين وقياس حجم السوق.
  • حلل المنافسين المحتملين.
  • ضع توقعات هامش الربح الخاصة بك.
  • عالج المخاطر المتوقعة وطابقها مع الموجودة بدراسة الجدوى.

وفي نهاية هذا المقال، إن ما سيجعل أفكارك التجارية فرصة رابحة لك وموضوع نقاش من حيث قابليتها للاستثمار والحصول على الدعم، هو التزامك وإصرارك على النجاح واتباع إستراتيجيات التنظيم والتفكير الناجح. جميع الشركات والعلامات التجارية الكبرى حولنا اليوم بدأت بفكرة مبتكرة، قام أساسها على سد حاجة ملحة أو ضرورية لتفيد عالم الأعمال.

يمكنك أيضا قراءة المزيد عن : خطة العمل الخاصة بك، وكيف تطورها؟

خطوات بزنس

خطوات بزنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

أحدث ما كُتب