تعلّم

مشروعك الناشئ رابحا

جدول المحتويات

لعل أكبر معضلة قد تواجهك عند بدء مشروعك الناشئ، هي التفكير في قيمة الأرباح والعائد المادي وعامل المخاطرة المالية, وفي ظل التقلبات الاقتصادية والأوضاع الغير مستقرة، يعاني العديد من رواد الأعمال من القلق الدائم حول مدى ربحية مشروعاتهم، فمن السهل إظهار أن فكرتك رائدة ومبتكرة بالبداية وأن تحصل على الدعم المالي الكافي لإطلاقها، لكن يبقي الجزء الأصعب وهو الاستمرارية والبدء في جني الأرباح الفعلية بعد بدء التنفيذ، ذلك الفخ الذي تقع فيه معظم المشروعات الناشئة، في هذا المقال سوف نناقش الإستراتيجيات التي تجعل مشروعك الناشئ يجني الأرباح منذ بدايته، دون الحاجة للإنتظار الطويل.

إبدأ ببيع منتجاتك قبل تصنيعها

إذا كنت قد بدأت بتصميم عرضاً استثمارياً عن فكرة منتجك، فإنك فعلياً قد بدأت بتطبيق إستراتيجية التسويق للمنتج قبل التصنيع. إذا لم تكن تعلم ما هو العرض الاستثماري فيمكننا القول بكل بساطة: إنه عبارة عن عرض تقديمي يتم تصميمه لعرض العديد من أفكار المشاريع والمنتجات المقترحة بطريقة تظهر ضخامة مستقبل مبيعات هذا المنتج المتوقعة قبل بدء تنفيذها.

قد تبدو هذه الطريقة فعالة لرواد الأعمال المبتدئين الطموحين، الذين يسعون للحصول على الدعم المالي، ولكن مع تزايد تحديات الاستثمار يوما بعد الآخر، فإن التغيير المطلوب لكي تبيع فكرة منتج لم يتم تصنيعه بعد، هو أن تتخلص من العرض الاستثماري، و تبدأ بإعداد عروض المبيعات بدلاً من ذلك!

عروض المبيعات ستقدم صورة أقرب للواقع عن توقعات أرباح المنتج الحقيقية، قد يبالغ بعض رواد الأعمال بالحديث عن مشروعهم الناشئ، وأنه سوف يجلب أرباح بالملايين، في الواقع لا يعتمد المستثمرون هذه الطريقة عند النظر لمنتجك، البعض منهم يتساءل كيف ستبيع منتج للملايين إذا لم تبدأ بإقناع زبون واحد على الأقل، حاول إبقاء الأمر بسيطاً وواقعياً قدر الإمكان.

هناك بعض الخطوات التي ستدعم عرض المبيعات لديك ولن تكلفك الكثير من المال، حيث يمكنك الاستفادة من تطبيق مفهوم الحد الأدنى من المنتجات القابلة للتطبيق، والذي يتيح للشركات الناشئة بيع جميع أنواع المنتجات الخاصة بها  والتي ما زالت تحت قيد التنفيذ والتعديل.

كل ما تحتاجه هو العمل على محاولة توصيل أقرب تصور للمنتج بشكل ملموس لكي تقنع المستثمرين ببدء مساعدتك في تمويل المسار إلى بناء المنتج الفعلي. إبدأ بالاهتمام بتصميم العروض التقديمية والرسومات البيانية التوضيحية الخاصة بجعل منتجك أقرب خطوة للتصور الواقعي.

يمكنك أيضا محاولة تصنيع منتج أولي معتمداً على إستراتيجية ال(MVP)، بإستثمار بسيط جدا سيعود إليك مباشرة، فور أن يقتنع المستثمرين المساهمين من جدوى المنتج وقابليته للتطبيق وإمكانية الربح من الفكرة.

توقف عن التركيز على أي شىء لا يتضمن مبيعات مشروعك الناشئ

تميل الشركات الناشئة إلى استثمار الكثير من الوقت في البداية، لقياس مدى تقدمها باستخدام الكثير من مؤشرات الأداء القياسية، والتي لا تركز على هامش الأرباح المحتملة. تعتبر هذه الإستراتيجية جيدة في مرحلة عمر المشروع الأولية، ولكن تذكر أن ما يسعى إليه المستثمرون المساهمون هو الأرباح.

هناك بعض الإستراتجيات التسويقية والإدارية التي يستخدمها أصحاب المشاريع الناشئة لزيادة المبيعات ومعدل الأرباح وتقليل التكاليف، وتحسين معدل الإنتاجية، والتي قد تكون فعالة بصورة ما وهي:

زيادة الأرباح مع تقليل تكاليف التصنيع

يتم ذلك عن طريق مراجعة إستراتيجية التسعير الخاصة بك، للتأكد من أن المنتج ذو معايير عالية وفكرة مربحة وقادر على المنافسة في السوق، بعد ذلك يمكنك زيادة مبيعاتك عن طريق العمل على تبسيط المراحل الإنتاجية، ومراجعة الإستراتيجيات التسويقية لديك، واستخدام إستراتيجية البيع العابر (cross selling).

مقارنة إحصائيات المشاريع المماثلة

إن أفضل طريقة لوضع خطة عمل موثوق بها، هي الإطلاع على إحصائيات الإدارة الحالية للشركات المنافسة، ورؤية النهج الإداري الخاص بهم، حيث تلعب خطة العمل الفعالة دوراً هاماً في نمو مبيعات الشركة واتخاذ القرارات المستنيرة.

التركيز على السوق الأكثر ربحية

ركز على حيز السوق الذي سيجلب لك الاستثمار فيه أعلى أرباح، لا تشتت نفسك وقم بتصفية قاعدة العملاء  المحتملين الخاصة بك إلى شريحة واحدة متوقع منها أن تكون الأكثر شراء ورغبة في إقتناء منتجك أو الخدمة الخاصة بك، ببساطة أخلق قاعدة عملاء تدر أرباحاً لشركتك.

ركز على الترويج لمنتجاتك الأكثر مبيعاً

قم بتحليل أي من منتجاتك يحقق أقصى نسبة من المبيعات، وأيها يحقق الحد الأدنى، إبدأ بالتركيز على المنتجات الأكثر مبيعاً وفائدة، ثم قم بإعادة تعريف ملفات المنتجات الأخرى ومحاولة تحسينها.

حول العملاء المحتملين إلى مشتريين عن طريق فريق المبيعات

سواء كنت تعمل في مجال التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت أو البيع على أرض الواقع، فإن قدرة شركتك على تحويل العملاء المحتملين إلى مبيعات هي مفتاح زيادة الربح. يمكنك استخدام إستراتيجيات تسويقية فعالة من خلال التواصل بالهاتف إلى البريد الإلكتروني التسويقي، إلى الاجتماعات وجهاً لوجه لمساعدة فريق المبيعات الخاص بك على تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين.

قياس وتتبع الإنتاجية

استخدم نظم الإدارة الحديثة  لقياس الإنتاجية والربحية، والتخلص من الأنشطة أو المهام غير الضرورية التي لا تضيف قيمة ربحية إلى الشركة. كما يجب مراعاة أن يمكّنك النظام  المستخدم من قياس كفاءة الموظفين.

بناء الحضور القوي في السوق

عليك الظهور بشكل قوي ونشط على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعطي ذلك انطباعاً قوياً عن مشروعك الناشئ، اهتم بوجود حسابات رسمية خاصة بشركتك على المنصات الأكثر شهرة، كما يمكنك تصميم موقع الويب الخاص بك، و مدونة إلكترونية للتواصل مع العملاء والشركاء المحتملين، يمكنك أيضاً استخدام حصولك على الإعتمادات والتراخيص وشهادات صلاحية نشاطك التجاري كميزة عن باقي المنافسين.

الموازنة بين الربحية والنمو

يعتمد نجاح الأعمال التجارية على إيجاد توازن بين الربحية والنمو، حيث سيمكنك الحفاظ على الانسجام بين الإثنين من النمو بشكل أسرع من منافسيك، حاول أن تضع خطط للموازنة المالية بين الربحية والنمو وتطويرهما من وقت لآخر.

إدارة الوقت

الوقت هو أحد أهم العوامل التي لا تقدر بثمن لبقاء مشروعك الناشئ. إن إدارة الوقت الجيدة تمكنك من تقليل تكاليف التشغيل وزيادة الإيرادات، بالتالي عن طريق  قياس وقتك ومستويات الإنتاجية، يمكنك تقدير قدرتك المستقبلية على جني الأرباح. 

كما يوفر لك حساب الوقت وإدارته تقدير شامل حول إجمالي الوقت الذي تقضيه في كل مشروع، ويمكن أن يوضح لك ذلك المراحل التي يجب أن يتم فيها تخفيض النفقات أو أي مرحلة تتطلب تكاليف زائدة.

التخلص من التكاليف الإضافية للموازنة بين التوسع والربحية

تسعى كل شركة ناشئة نحو التوسع، والبعض قد يبدأ في التوسع بالفعل، لكنهم يدركون بعد ذلك أنه مع نمو أرباحهم الإجمالية، يتناقص صافي أرباحهم وهو عكس مفهوم الربحية وتحقيق النتائج المطلوبة، يحدث هذا الخطأ بسبب التوسع غير المدروس عادة.

عندما تريد الموازنة بين الأرباح والنفقات، تأكد من أنك لا تخطط فقط لتوسيع نطاقك التسويقي، بل أيضا تحاول تقليل نفقات التشغيل الزائدة.

 لا يمكنك تقليل النفقات الإنتاجية بدون سبب قوي، وإلا فسوف ينتهي بك الأمر إلى خسارة هيكل التصميم الخاص بالمنتج وتقديم جودة رديئة. إذا كنت تستخدم إستراتيجية  (crawl/walk/run) ، فسوف يتضح لك أي المراحل يجب عليك أن تقوم بتشغيلها ذاتياً، ومقدار الوقت والمال الذي ستكلفه.

في مضمون هذا المقال، أردنا إلقاء الضوء على منظور مختلف لإدارة مشروعك الناشئ وتحقيق الأرباح منذ بدء التشغيل، وإدارة المشروع بالإستراتيجيات المدروسة لا العشوائية، حتى تستطيع الموازنة بين جني الأرباح والحفاظ على هيكل المشروع الأساسي.

خطوات بزنس

خطوات بزنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

أحدث ما كُتب