إذا كنت تفكر في تأسيس مشروعك الجديد التالي، ولديك شغف تجاه ريادة الأعمال وإدارة المشروعات الصغيرة، فإن هناك بعض الخطوات الأساسية التي عليك مراعاتها بدقة، والتخطيط الجيد لضمان نجاح مشروعك وعدم المجازفة بخسارة رأس المال. حيث يشيع بين معظم رواد الأعمال الجدد العديد من الأسئلة، مثل: ما هي المشاكل العملية التي ستواجهها في بدء العمل التجاري؟ كمْ ستحتاج من المال لبدء مشروع صغير جديد؟ من أين يمكنك الحصول عليها؟ ما هو شكل منظومة الأعمال التي ستكون لديك؟ أين يجب أن تنشئ مقر العمل الخاص بك؟ في هذا المقال سنجيب لك عن أهم الأسئلة والنقاط الرئيسية التي تحتاج لوضعها في اعتبارك قبل بدء مشروعك الجديد.
التخطيط المالي
من أولويات تأسيس مشروعك الجديد هي التخطيط المالي، وتحديد مقدار رأس المال المطلوب لبدء عملك التجاري الجديد، عليك حساب كل التكاليف المبدئية للمشروع بداية من تصميم النموذج الأولي إلى جميع النفقات الأخرى، وإدراج ذلك في ورقة عمل أو نموذج مخطط مالي.
وعلى الرغم من أنك قد تشعر أن هذا النوع من التخطيط، هو أكثر مما يلزم لبدء مشروع صغير بسيط، إلا أنه من المفيد أن تبدأ بهذا النهج في الإدارة، والذي يجعل الأمور المالية أكثر وضوحاً فيما بعد، الأمر الذي سينعكس على قيمة عملك في المستقبل بين الأعمال التجارية الراسخة.
قدر حجم مبيعاتك الفعلية
-يعتمد تقدير حجم المبيعات لديك على إجمالي متوسط المبيعات الشهرية، في المنطقة التي ستروج لمنتجك أو مشروعك الجديد بها، إلى جانب عدد وقدرات المنافسين لك، والذين يتشاركون نفس نطاقك المبيعي، ولديهم قدرة عالية على جذب العملاء المحتملين.
– لا تبالغ في تقدير حجم المبيعات المتوقعة، نظراً لأنك بدأت للتو، فقد لا يكون لديك مبيعات كثيرة في الأشهر القليلة الأولى، حيث تكون مبيعات بدء التشغيل منخفضة جداً، إلى جانب حساب نفقات المعدات والمخزون الأولي والتجهيزات.
– كما يجب عليك أيضًا تحديد نسبة مبيعاتك التي ستكون نقدية والنسبة التي سيتم بيعها بالائتمان. إذا كانت مبيعاتك مبنية على أساس البيع بالائتمان، فيجب عليك تحديد مدة استلام الأقساط الخاصة بهذه المبيعات، هل هي شهر واحد؟ شهرين؟أكثر؟.
الحصول على الأموال اللازمة لتأسيس مشروعك الجديد
-قبل التفكير بالحصول على تمويل لمشروعك الناشئ من مصادر خارجية، تذكر أنه يجب أن يكون لديك حصة مالية كافية، لتضمن لنفسك جزء أكبر من حقوق الملكية.
-يتاح للعديد من أصحاب المشروعات الجديدة ذات النموذج الأولي الناجح والتي أثبتت كفاءتها، الحصول على فرص عالية في التمويل من حاضنات الأعمال، أو الانضمام لبرامج مسرعات الأعمال والحصول على الشراكات التمويلية، أو حتى الحصول على قروض مالية من المصارف لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة، فبمجرد أن تثبت أنك قد عملت بعناية على تلبية متطلباتك المالية وإثبات خبرتك ونزاهتك، تكون مؤسسة الإقراض على استعداد لتمويل جزء من احتياجاتك التشغيلية. ويمكن أن يتم ذلك على أساس قصير المدى يتراوح من 60 يومًا إلى عام واحد.
-حيث إن أي مؤسسة تقدم قروض تمويلية للمشروعات الصغيرة، تهتم في المقام الأول بوجود الأصول الثابتة لديك لتغطية المبلغ المقترض. وقد يكون الأصل الثابت هو أحد الأصول التجارية الخاصة بمشروعك، إذا كنت قد أحرزت خطوات متقدمة من التأسيس أما إذا كنت حديث البدء، يكون الأفضل عادة هو إقراض الأموال بضمان منزلك أو بعض الأصول الشخصية الأخرى.
-الشيء الثاني الذي سيرغب المُقرض في رؤيته هو نوع خطة العمل التي تعتمدها. إذا أكملت خطة عمل احترافية تتضمن توقع الربح النقدي لمشروعك بناء على تنفيذ خطة العمل، سوف يرى المُقرض حينها، أنك قد قمت ببعض التفكير الجاد والواقعي بشأن عملك، وستكون أكثر قابلية للنظر في طلبك.
-عند اختيارك مصرف للحصول على تمويل لمشروعك الصغير، ضع في اعتبارك برامج دعم أصحاب المشروعات الصغيرة، والخدمات الائتمانية المقدمة من قبل البنك، وحجم وسياسات إدارة البنك. هل البنك حريص على التنمية؟ هنالك مؤشرات تدل على ذلك مثل أن يكون البنك مهتماً بحل مشاكلك وله مساهمات في خدمة المجتمع، وغالبا ما يكون هذا البنك نشط في تقديم إعلانات تفصيلية عن مساهماته وخدماته.
-لكي يكون مشروعك فعالاً، سيحرص البنك على دعمك ودفعك للأمام لتصبح مديرا أفضل، ولتكوين علاقة مستمرة ذات طابع ربحي لك و للبنك على مر السنين.
يمكنك أيضاً الإطلاع على: سياسات تمويل الشركات الناشئة من مصرف الإمارات للتنمية
البحث عن شراكات مثمرة
-إذا كنت تفتقر إلى بعض المهارات الفنية أو الإدارية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة لعملك الذي أسسته، فقد يكون الشريك الذي يتمتع بهذه المهارات، هو الطريقة الأكثر فعالية لخلق توازن في إدارة مشروعك الجديد.
-أما إذا كنت بحاجة إلى المزيد من التمويل لإطلاق مشروعك، فإن مشاركة حصص من ملكية الشركة، هي إحدى طرق الحصول على المزيد من التمويل، ولكن يجب عليك توخي الحذر الشديد عند اتخاذ قرار بشأن الشريك، ابحث عن شريك لديه القدرة السلسة على التفاهم، ويتقاسم معك نفس الرؤية والقيم الشخصية.
-ولا تقتصر فكرة الشراكات المثمرة على وجود شريك مادي واحد، إذ يمكنك الحصول على العديد من الشركاء المحتملين عن طريق طرح نسبة من أسهم الشركة الخاصة بك لصغار المساهمين، بحيث يوفر ذلك لك الدعم المادي الكافي الذي تحتاجه، إلى جانب التنوع الإداري والتعاون المثمر.
اختيار الموقع المناسب
-توجد العديد من العوامل المهمة التي تؤثر في اختيار موقع تدشين عملك الجديد، فمن المحتمل أن يؤثر عدد الشركات التنافسية الموجودة بالفعل في محيطك على اختيارك للموقع أو المنطقة التي تخطط لتأسيس عملك بها، والتي ستعتبر سوق عملك الجديد المحتمل.
-كما يجب عليك مراعاة عوامل أخرى غير السوق المحتمل، وتوافر الخدمات وعدد الأعمال التنافسية عند اختيار الموقع. فعلى سبيل المثال، ما مدى ملاءمة المرافق- والبنية التحتية؟ مرافق وقوف السيارات؟ الشرطة والحماية من الحرائق؟ ماذا عن الإسكان والعوامل البيئية مثل: المدارس والأنشطة الثقافية والمجتمعية؟ ما هو متوسط تكلفة الموقع في الضرائب والإيجارات؟
بعد تحديد المنطقة الأنسب لنوع عملك التجاري، ابحث عن أكبر عدد ممكن من المعلومات حول المنافسين المحتملين لك. يمكنك البدء بالبحث عن عدد الشركات المماثلة الموجودة في مكان قريب، و مقارنة حجم مبيعاتها.
-إذا كنت تريد إنشاء مشروع لتقديم منتج أو خدمة معينة، عليك معرفة فئة العملاء المستهدفة عن كثب وذلك عبر تقدير عدد السكان (العملاء المحتملين)، الفئة العمرية، المستوى المعيشي، مستوى الدخل بشكل عام في المنطقة وذلك لتقدير القوة الشرائية في موقع المشروع، وتصميم منتج متوافق مع احتياجات الفئة المستهدفة.
-تعتبر قوانين تقسيم المناطق، وتوفر مواقف السيارات، ومرافق النقل، كلها اعتبارات مهمة في تحديد موقع أي نوع من أنواع الأعمال يجب أن تؤسس. والمصادر المحتملة لهذه المعلومات هي الغرف التجارية والجمعيات التجارية والشركات العقارية والصحف المحلية، والبنوك ومسؤولو المدينة والتجار المحليين والمراقبة الشخصية.
يمكنك الحصول على كل تلك المعلومات بسهولة من مواقع: خدمات البلديات الخاصة بالإمارات العربية المتحدة
إن تأسيس مشروع ناجح يحتاج إلى الكثير من الصبر والبحث الجاد، ولكن النتائج المثمرة للنجاح تستحق ذلك فعلاً، العالم اليوم واقتصادات الدول المهتمة بالريادة الصناعية تُولي اهتماما كبيراً، وتوفر العديد من التسهيلات والدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة، لأنها أصبحت ركنا أساسياً من مصادر الدخل المحلي للعديد من الدول.
اقرأ أيضاً المزيد حول: صناعة منتجك الخاص في الصين واستيراده
