تعلّم

الرشاقة الاستراتيجية

جدول المحتويات

إن ريادة الأعمال تتميز بالإبداع والابتكار والعمل لخلق ميزة تنافسية عن الآخرين، عن طريق وضع إستراتيجيات العمل ومحددات الأهداف. ومن هنا يأتي الدور المحوري لمفهوم الرشاقة الإستراتيجية، لدعم وتحقيق ميزتك التنافسية الأقوى. فعلى رائد الأعمال أن يكون فضولياً بشأن الطرق الجديدة للتخطيط، و أن يكون متعمقاً في الفهم، ليتمكن من تحسين تقديم منتجه وخدمته. ومن هنا يظهر استعدادك لتغيير نهجك وأن تكون أكثر انفتاحاً تجاه التغيير غير المسبوق، ووعياً باغتنام الفرص والتكيف مع الظروف والمواقف الجديدة.

ونتيجة لذلك، فإن الرشاقة الاستراتيجية وريادة الأعمال مترابطان، حيث إن الهدف الرئيسي لرواد الأعمال الناجحين هو تحديد وتحفيز وتعزيز تواجد شركاتهم والتقدم والربحية على التوالي. ولتحقيق الرشاقة الإستراتيجية واكتساب العقلية المرنة عليك استيعاب هذه السمات والتى تعد من أهم مايميز (الرشاقة الإستراتيجية):

التحكم الذاتي والرشاقة الاستراتيجية

يعني التحكم الذاتي القدرة على البقاء متحكماً وإِيجابياً في مواجهة الأزمات، واتباع نهج إتخاذ القرارات بعيدا عن المشاعر، بدلاً من السماح لها بقيادة سلوكك. الشخص الذي يتمتع بتحكم ذاتي جيد يكون هادئاً ومركزا أثناء العمل تحت الضغط، ويعمل باستمرار على تحسين الأداء العام للعمل.

الوعي الذاتي

وهو القدرة على النظر بوضوح وتحديد نقاط قوتك وضعفك، بالإضافة إلى قيمك الأساسية ومحفزاتك للعمل. يمنحك الوعي بالذات عدة أسئلة تستلزم أن تجيب عليها قبل بدء التخطيط للعمل مثل:
ما الذي تتقن إدارته؟، وما الذي يحتاج إلى العمل على تطويره؟ ما هي الصعوبات المتوقعة؟، وما الذي يدفعك إلى التصرف بناءً على العاطفة بدلاً من المنطق؟. أولئك الذين لديهم وعي ذاتي مرتفع بارعون في الإجابة على هذه الأسئلة وإدارة الأعمال بالمنطق التحليلي.

الوعي الاجتماعي

يبدأ بقدرتك على التعاطف أو فهم مشاعر الآخرين ومشاركتها. ويعتبر المستوى الأهم من الوعي الاجتماعي اللازم لرائد الأعمال، هو قدرته على إدراك المزاج العام والديناميكيات بين الناس- بعبارة أخرى معرفة كيفية قراءة عقول العامة، كي يبنى منتجه وإستراتيجيات التسويق بناء على تحليل دقيق لقراءته.

المهارات الاجتماعية والرشاقة الاستراتيجية

وتشمل المهارات الاجتماعية على سبيل المثال لا الحصر، القدرة على بناء شبكات العلاقات، وتطوير العلاقات، وإعطاء الملاحظات وتلقيها، وتنمية الثقة الذاتية. كما يطلق عليها أيضًا (فن إدارة العلاقات)، حيث تتضمن القدرة على استخدام فهم وجهات نظر الآخرين للتأثير على آرائهم، وكيف تكون قائداً ملهماً.

تشير الأبحاث إلى أن الذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية قد تكون أكثر أهمية بمرتين من معدل الذكاء المرتفع عندما يتعلق الأمر بنجاح الأعمال، ومن السهل معرفة السبب حيث أن الأشخاص الأكثر ذكاءً عاطفيًا ليس لديهم فقط مرونة في التعامل مع الآخرين وفهمهم؛ إنهم قادرون أيضاً على تطبيق تلك المرونة العقلية على أعمالهم.

العلاقة بين الرشاقة الاستراتيجية وتحديد اتجاهات السوق

وفقًا لمحللي السلوك النفسي فإن الرشاقة الإستراتيجية، تكمن في سرعة التكيف والتحسين والتطور المستمر بطرق جديدة ومدهشة، ويطلق على هذه المهارات (القدرة على مواكبة الجمهور)، والتي عادة ما يستخدمها أصحاب الشركات، في تحديث اتجاهات الصناعة الخاصة بهم حسب متطلبات العملاء وأقلمة أعمالهم مع السوق العامة. وقد تجلى دور الرشاقة الاستراتيجية بوضوح أثناء فترة الجائحة العالمية، فعلى عكس المتوقع استطاعت العديد من الشركات الناشئة الصمود أثناء تلك الفترة بل وخلقت حلول إبداعية للخروج من الأزمة الاقتصادية، والمحافظة على معدل إنتاجية ثابت.

أن تكون رشيقاً إستراتيجياً له أيضاً تأثيرات فعالة قابلة للقياس على المدى الطويل، وكما ذكرنا سابقاً ظهور العديد من دراسات الحالة أثناء فترة الوباء حيث وجدت أكثر من دراسة للحالات عن أهمية الرشاقة الاستراتيجية في تحديد اتجاه السوق ومؤشرات الأداء خلال فترات الأزمات. ووجدت الأبحاث التي أجرتها شركة McKinsey، أن الشركات الرشيقة تفوقت في الأداء على الشركات غير الرشيقة عندما يتعلق الأمر بكيفية التأقلم في COVID- 19. ومع ذلك لاحظ محللو التقارير أن “الحاجة إلى السرعة والرشاقة لن تكون مؤقتة- الرقمنة والعولمة والأتمتة والتحليلات وقوى التغيير الأخرى ستستمر في التسارع أيضاً. قد يتراجع الوباء، لكن الحاجة إلى خفة الحركة أصبحت عنصراً ثابتاً دائماً.

كيفية قياس الرشاقة الاستراتيجية لشركتك الناشئة

هناك بعض الخطوات التي ستساعدك في تحديد مستوى الرشاقة الإستراتيجية في شركتك وكيفية تحسينها:

تحديد مهمة الشركة

مهمة الشركة هي بيان يعكس القيم الأساسية للمؤسسة والرؤية التي تريد تحقيقها. يعد وجود مهمة محددة جزءاً محوريا من إنشاء خطة العمل، لأنه يساعد في تحديد كيفية اتخاذ القرارات وتطوير الاستراتيجيات التشغيلية.
يمكنك تحديد مهمة الشركة من خلال تحديد ما هو مهم لمؤسستك واختيار أهداف طويلة المدى تريد تحقيقها من خلال شركتك. على سبيل المثال: إذا كنت شركة للخدمات التقنية فقد تكون مهمة شركتك هي إنشاء منتجات مبتكرة وتسهيل تخزين المعلومات والوصول إليها باستخدام الأجهزة التكنولوجية.

إنشاء الأهداف

باستخدام مهمة الشركة كدليل مبدئي، يمكنك إنشاء أهداف عمل تساعد في تحقيق رؤيتك. حيث تساعدك الأهداف المنظمة في أن يصبح نظام الإدارة داخل الشركة مرنا وتعزز التكيف مع التغييرات السريعة في بيئة الأعمال.
عند إنشاء الأهداف تأكد من أنه يمكنك قياس نتائجها. يمكنك القيام بذلك عن طريق إنشاء موعد نهائي لتسليم المهمات وتحديد مقاييس الأداء ذات الصلة لتتبعها طوال عملية التنفيذ. كما يمكنك استخدام مقاييس مثل معدلات التحويل أو الإيرادات أو رضا العملاء لقياس مدى تحقق أهدافك.

تطوير إستراتيجية العمل

إستراتيجية العمل هي سلسلة من الخطوات التي ترشدك أنت و فريقك، نحو كيفية تحقيق الهدف. ولتطوير إستراتيجية العمل عليك البدء بتحديد المهام، التي يجب على الفريق إكمالها من أجل تحقيق نتيجة معينة. ثم توزيع كل مهمة على حدى، حتى يتمكن فريق العمل من تنفيذ كل خطوة في إستراتيجية العمل.
كما يتطلب تطوير إستراتيجية العمل أيضاً تحديد كفاءة الموظفين الذين يمثلون جزءاً من تحقيق الهدف، مما قد يساعد في توزيع المهام بشكل مناسب.
و يساعدك تطبيق الإستراتيجية على إتباع مخطط زمني وجدول محدد لتنفيذ المشروع ومهامه مما يضمن سير العمل والتسليم في الوقت المحدد.

تنفيذ إستراتيجية العمل

تتمثل الخطوة التالية في القدرة على قياس رشاقة عملك، في إمكانية تطبيق استراتيجية العمل بين الموظفين بجدية تامة. حيث يمكن أن تؤثر الإستراتيجيات الإدارية الناجحة بشكل إيجابي، على بيئة العمل والموظفين وجودة المنتجات التي تنتجها الشركة، مما قد يؤدي إلى زيادة رضا العملاء.
ويتطلب تنفيذ الإستراتيجية قادة يمكنهم تقديم التوجيه والدعم للموظفين عندما يواجهون التغييرات المقلقة. حيث يكون من المهم تقوية التواصل والتأكد من أن الموظفين يتلقون تعليمات مباشرة حتى يتمكنوا من إكمال مهامهم.

استخدام مقاييس الأداء الرئيسية لتقييم الأهداف

بمجرد تفعيل الهدف وتنفيذ إستراتيجية العمل، عليك البدء باستخدام مؤشرات الأداء القياسية التي حددتها مسبقاً لقياس مدى نجاح التنفيذ، وإذا ما كنت انتهيت من تحقيق الهدف.
يمكنك أيضاً استخدام نفس هذه المقاييس عند تنفيذ إستراتيجيات مماثلة في المستقبل. إذا لم تحقق أهدافك ما هو مخطط له، يمكنك التفكير في إعادة النظر في أفضل طريقة لتتبع التغييرات التي تريد تنفيذها.

تشبه الرشاقة الإستراتيجية لدى الشركات وبالأخص الناشئة، حاجز المناعة ضد التقلبات الاقتصادية والتغييرات السريعة فى اتجاه السوق، كلما كانت شركتك تتبع منهج الرشاقة الاستراتيجية كلما عززت فرص نجاحها وبقائها صامدة.

يمكنك أيضا قراءة المزيد عن : التسويق الداخلي والخارجي وما الفرق بينهما؟

خطوات بزنس

خطوات بزنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

أحدث ما كُتب