تعلّم

إدارة الشركات

جدول المحتويات

إن الهدف الأساسي من وجود إستراتيجيات فعالة متنوعة في إدارة الشركات الناشئة، هو تحقيق استدامة وإستمرارية العمل، وتجنب الفشل والإغلاق، حيث أثبتت الإحصائيات الصادرة من مكتب العمل أنه بمعدل 20% من الشركات الناشئة سريعة النمو تفشل خلال السنة الأولى، وبمعدل 30% تعلن إغلاقها في آخر العام الثاني منذ الإنشاء، وبمضي الوقت تصل النسبة إلى 50% عند مرور خمس سنوات من عمر الشركة الناشئة، حتى تصل إلى 70% عند مرور عشر سنوات، لتكون معدلات النجاح هي 30% فقط من الشركات سريعة النمو هي القادرة على الصمود.

ولعل من أشهر المشكلات الرئيسية التي قد تتسبب في فشل حتى أكثر الأفكار ريادة إذا لم تتم الإدارة بشكل حكيم، هي التدفق النقدي وتخطي حاجز المصروفات مقارنة بالعائد الربحي، ينجرف بعض رواد الأعمال في التركيز على معدلات النمو السريعة دون الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى، وأنه كلما كان النمو سريعا كان الفشل أسرع، في هذا المقال سوف نتناول أهم الإستراتيجيات الفعالة في إدارة الشركات الناشئة للحفاظ على استمراريتها.

التركيز على بناء تجربة العميل الناجحة

يُولي أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة تركيزاً كبيراً على قاعدة العملاء لديهم، وذلك لأنه في عالم الشركات الناشئة خسارة عميل واحد قد تكلفك الكثير وستدرك الفارق مادياً، ومن هنا أتت أهمية تجربة المستهلك الجيدة كلما حرصت على إيصال أفضل خدمة للعميل كلما دعمت نجاح علامتك التجارية وعززت تواجدك كمنافس قوي للشركات الكبرى، لذلك ينصح خبراء الأعمال بأن لا تنشغل بإقامة التوسعات عن الاهتمام بعملائك فالعميل يأتي أولاً دائماً.

هناك دراسة أجرتها (springer link) في عام 2020، أشارت إلى أن تجربة العميل الناجحة تتفوق على السعر والمنتج باعتبارها العامل الرئيسي الذي يميز العلامة التجارية.عليك التركيز والعمل قدر الإمكان على جعل تجربة العميل الخاصة بشركتك الناشئة، مميزة وحيوية قدر الإمكان، ما سيجعلك ظاهراً ومألوفا لدى عملك هي الخدمة الموثوقة خلال رحلة الشراء وما بعدها، يميل العملاء إلى التواصل مع ممثلي خدمة العملاء البشريين، لا الأنظمة آلية الرد أو المبرمجة، قد تواجه بعض الشركات مشكلة في توفير فريق خدمة العملاء المناسب خاصة عند التوسع وزيادة قاعدة العملاء، ولكن عليك التركيز على جعل تجربة العميل الجيدة هي ميزتك التنافسية الأقوى، فكر جيداً قبل تقرير استخدام الأنظمة المبرمجة.

الإدارة المالية لأصغر النفقات

تعد الإدارة المالية أمرًا بالغ الأهمية لأي عمل، ولكن بشكل خاص للشركات سريعة النمو. حيث أقل النفقات قد تشكل فارقاً هاماً في الموازنة العامة لها، لكي تحافظ على معدل التدفق المالي لديك عليك بإجراء تقدير لمعدلات النمو لفهم تدفقاتك النقدية الداخلية والخارجية وتحديد المجالات التي يمكنك فيها تشديد الضوابط المالية.

قم بإعداد التقارير المالية المفصلة والتي ستوضح لك الطرق التي يمكنك من خلالها تحسين استلام المستحقات المالية من العملاء، سواء من خلال تقليل وقت التحصيل أو تجميد الحسابات المتأخرة بشكل كبير، أو تقديم طرق دفع إضافية تسهل على العملاء الدفع.
بالنسبة للأقساط الائتمان يمكنك تقليل مدفوعات الفائدة على الفواتير المتأخرة، أو التفاوض بشأن شروط ائتمان أفضل مع الموردين الرئيسيين.
ستساعدك جدولة جميع العمليات المالية في مكان واحد في الحصول على الرؤية التي تحتاجها.
فكر في الأسئلة التي تحتاج إلى إجابتها على أساس يومي وأسبوعي وشهري وربع سنوي، ثم قم بإنشاء التقارير المالية ومخططات الحسابات حتى تتمكن من الوصول بسهولة إلى موازنة التكاليف مع عائد الأرباح.

اهتم ببناء فريق عمل محترف في إدارة الشركات الناشئة

قد تضطر العديد من الشركات الناشئة في مرحلة النمو السريع والقيام بالتوسعات، إلى التوظيف السريع لأعضاء فريق العمل حتى تتمكن من مواصلة سير الأمور. وعلى عكس المتوقع فإن التوظيف السريع قد يعطل سير العمل، إذا لم يتم فحص الموظفين بعناية، فستزيد فرص تعيين موظفين ذوي كفاءة قليلة. وقد يكلفك هذا القرار الكثير من الخسائر المالية، وأيضا خسائر في الوقت لذلك عليك الاهتمام بعملية توظيف أفراد فريق عملك والانتقاء بعناية.

قبل اختيارك لفريق العمل الداعم لك، عليك وضع خطة استراتيجية تشتمل على تدريب الفريق كي تنمو مهاراته وتتطور، إن الاستثمار في فريق العمل الذي تختاره ستنعكس كفاءته أثناء مراحل النمو الكبرى التي ستحدث لمشروعك، عليك دائما البحث داخل الفريق الموجود لديك بالفعل قبل اللجوء للتوظيف الخارجي وطرح تلك الأسئلة على نفسك، بعد أن تحدد الثغرات والمهارات التي تعتقد أنها تنقص فريقك الحالي:
-هل يمكن تدريب موظفينا الحاليين على سد هذه الثغرات؟
-هل لديهم القدرة على القيام بذلك؟

أثبتت الدراسات التي أقامتها المؤسسة الأوروبية لتحسين ظروف العمل، أن تطور العمل الجماعي يعد شكلا جديدا من أشكال تنظيم العمل. وتناولت الدراسة التأثير الإيجابي والسلبي للعمل الجماعي على جوانب متنوعة من ظروف العمل، مثل الاستقلال الوظيفي والرضا الوظيفي وكثافة العمل والإنتاجية وبيئة التعلم. حيث اعتقد 99% من المدراء التنفيذيين أنه يمكن إجراء تحسينات في الأعمال من خلال تدريب الموظفين ليكونوا أكثر فعالية، عوضاً عن التفكير في تعيين متدربين جدد.

النظام الصحيح في المكان الصحيح في إدراة الشركات الناشئة

تميل الشركات الناشئة في مرحلة النمو السريع إلى العمل على قدم وساق، الأمر الذي يؤدي إلى قلة التركيز على إجراء التحسينات المرتبطة بنظام التشغيل وحتى تحسين معدل الاستثمارات الحالية، مما قد يسبب خسائر غير متوقعة حيث إن مواصلة النمو مرتبطة بزيادة الكفاءة، وتحسين نظم التشغيل الآلية الموجودة قدر الإمكان.

وللتغلب على هذه الثغرة يمكنك الاعتماد على نظام تخطيط موارد المؤسسة (ERP) كأحد النظم الإدارية الفعالة، وهو نوع من البرامج التي تستخدمها المؤسسات لإدارة أنشطة الأعمال اليومية مثل المحاسبة والمشتريات وإدارة المشاريع وإدارة المخاطر والامتثال وعمليات سلاسل التوريد.كما أنه يعد استثماراً جيداً يساعدك على التخلص من التسويف في تنفيذ العمليات الإدارية، والقيام بالمزيد من التشغيلات بموارد أقل. كما يدعم التحسينات في الجانب التشغيلي والتي يظهر أثرها تدريجيا، مما يساعدك على خفض التكاليف، والحفاظ على تقليل عدد الموظفين وتحسين تجربة العملاء الخاصة بك، الأمر الذي سيدعم الإستراتيجيات الأخرى التي ذكرناها سابقاً.

إن النمو السريع تلازمه العديد من التحديات بالتأكيد، ولكن إذا حاولت تنفيذ هذه الإستراتيجيات سيساعدك ذلك على خلق أساسًا متينًا للنجاح. تأمل منصة خطوات دائما أن تلهم وتساعد رواد الأعمال بالأفكار التي تساعدهم على نمو شركاتهم الناشئة، لذلك قمنا بذكر أهم الإستراتيجيات الإدارية في هذا المقال.

يمكنك أيضاً قراءة المزيد حول: خمس خطوات أساسية لإدارة المشاريع الصغيرة

خطوات بزنس

خطوات بزنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جدول المحتويات

أحدث ما كُتب