لقد كان عام 2022 مليئا بالمفاجآت للعديد من شركات التكنولوجيا الناشئة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فما بين جولات التمويل الضخمة والاستحواذ وتصدر قائمة الأفضل، شهدنا العديد من التطورات على ساحة ريادة الأعمال التكنولوجية وما زلنا نتوقع المزيد، خاصة مع تنوع المشهد الرقمي وسهولة الوصول إلى أموال بدء التشغيل بشكل متزايد بالنسبة لشركات التكنولوجيات الناشئة. أصبح لدى رواد الأعمال خلال العام القادم ثروة هائلة من المعلومات والخيارات المتاحة للمساعدة في اتخاذ قرارات العمل الرئيسية وتحديثها، ولكن مع ذلك تأتي أيضا تحديات التطوير المستمر لاتجاهات الصناعات والخدمات التكنولوجية وابتكار الأحدث. إن ما كان ناجحا ورائجا قبل بضع سنوات قد أصبح من الماضي بالفعل! وما هو مشهور الآن قد لا يحظى بشعبية في غضون سنوات قليلة، لذلك يصبح سوق التكنولوجيا الناشئة دائما في حالة ترقب لما هو قادم.

في هذا المقال سوف توضح لك خطوات عزيزي رائد الأعمال أهم اتجاهات شركات التكنولوجيا الناشئة التي يجب أن تبحث عنها في عام 2023.

إنترنت الأشياء (IOT)

أحد اتجاهات تكنولوجيا الأعمال التي سترتفع إلى الصدارة خلال الأعوام القادمة، هو زيادة استخدام أطر عمل إنترنت الأشياء في حياتنا اليومية. ومع الانتشار المتزايد للأجهزة المحمولة وظهور الذكاء الاصطناعي، إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتحول إنترنت الأشياء (IOT) إلى جميع القطاعات الصناعية. فقد بلغ متوسط عدد أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة لكل أسرة أمريكية حوالي 13.1 مليار جهاز متصل في الوقت الحالي وحوالي 75 مليار جهاز متوقع بحلول عام 2025. ومن المتوقع خلال عام 2023 أن تبادر العديد من الشركات الناشئة بتفعيل تطبيقات إنترنت الأشياء في مجالات كالرعاية الصحية، وأنظمة الأمان الإلكترونية، وتصميم الأجهزة والحوسبة المتطورة، وخدمات البيع والخدمات اللوجسيتية، والأمن السبيراني وأنظمة إدارة الموارد البشرية كذلك.

تكنولوجيا المناخ والتكنولوجيا الخضراء أحدث توجهات الشركات الناشئة

المستقبل أخضر كما يقولون! ومع تزايد الوعي بالقضايا البيئية، يزداد أيضًا الطلب المستمر على المنتجات والخدمات التي تساعد في التخفيف من آثار الانتهاكات الملوثة للبشر على الكوكب. حيث تشير أحدث ما توصلت إليه تقنيات تكنولوجيا المناخ إلى وجود حلول فعالة لمساعدة البشر على تقليل البصمة الكربونية وهي المسبب الرئيسي لثقب الأوزون والاحتباس الحراري العالمي. بالإضافة إلى ازدهار التكنولوجيا الخضراء والمنتجات والخدمات الصديقة للبيئة بين فئة شباب رواد الأعمال، الأمر الذي جعل هذين الاتجاهين في ارتفاع بالفعل ولا يظهران أي علامات على التباطؤ في أي وقت قريب.

وبشكل عام فإن مستقبل الصناعات يمر بمرحلة انتقالية إلى عصر من التنظيم المتزايد حول القضايا البيئية. للتوضيح، فقد نجحت تجربة توليد طاقة متجددة عالميا أكثر بنسبة 45٪ في عام 2020 مقارنة بعام 2019. أما عن دولة الإمارات العربية المتحدة فقد كان لها هذا العام دورا سباقا في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، كما تعتبر عاصمة رواد الأعمال الأولى عالميا دبي صاحبة واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في المنطقة.
وتشمل بعض الأمثلة على الشركات الناشئة في مجال المناخ والتكنولوجيا الخضراء: محطات شحن السيارات الكهربائية، وشركات الطاقة الشمسية، وشركات طاقة الرياح، وتكنولوجيا الحفاظ على المياه، والعلامات التجارية للأزياء المستدامة والتي من المقرر أن تزداد شعبيتها جميعًا خلال السنوات القليلة المقبلة.

الذكاء الاصطناعي (AI)

أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) شائعًا بشكل متزايد وليس من الصعب معرفة السبب! فالذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على تحويل الأعمال بعدة طرق، بداية من أتمتة المهام وزيادة الكفاءة إلى تقديم رؤى يمكن أن تكون مخفية لولا ذلك. ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيستمر كذلك تطبيقه في الأعمال التجارية. ويقدر الخبراء أنه بحلول عام 2030 سيكون الذكاء الاصطناعي قد ساهم بمبلغ 15.7 تريليونا دولار في الاقتصاد العالمي.
التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا اتخاذ القرارات (AI- ML)
من المتوقع أيضا خلال الأعوام القادمة أن تلك التكنولوجيا المدمجة ستحقق أرقامًا قياسية جديدة، فالعالم كل يوم يطور المزيد من البيانات التي تقوم الآلات بتخزينها وقراءتها واستخدامها والتي أصبحت أكثر تعقيدًا يوما بعد يوم. ومن هنا سيبرز دور شركات تكنولوجيا التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الحيوية المستندة إلى البيانات في الأعمال التجارية والرعاية الصحية والدراسات البيئية وغيرها.

شركات التكنولجيا الحيوية الناشئة

ما زالت شركات التكنولوجيا الحيوية تتصدر قائمة الشركات الريادية حول العالم، وفي منطقة الخليج وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة ففي أغسطس الماضي، انضمت حوالي 16 شركة تكنولوجية ناشئة من مختلف العالم، إلى HUB71- منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي. بالإضافة إلى مجمع دبي للعلوم والذي يتكون من 40% من شركات ناشئة ومتوسطة تعمل في مجالات مختلفة على رأسها التكنولوجيا الحيوية.

وقد تصاعد ظهور شركات التكنولوجيا الحيوية بعد أزمة الجائحة والتي أوضحت مدى أهمية صناعات التكنولوجيا الحيوية، بداية من تطوير اللقاحات والعلاجات إلى تصنيع معدات الوقاية الشخصية وإجراء البحوث الحيوية، إلى القدرة على المساعدة في حل بعض أكثر مشاكل العالم إلحاحاً، من تغير المناخ إلى انعدام الأمن الغذائي. ومع وضع هذا في الاعتبار، فليس من المستغرب أن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة على وشك تحقيق مكاسب ضخمة في السنوات القادمة. على الرغم من أن هذا القطاع تبلغ قيمته بالفعل ما يقرب من 300 مليار دولار أمريكي، إلا أنه من المتوقع أن يتوسع قطاع التكنولوجيا الحيوية بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.83٪ بين عامي 2023 و 2028.

الميتافيرس وشركات التكنولوجيا الناشئة

تحاول الكيانات التجارية الكبرى بالفعل دمج تقنيات metaverse في استراتيجيات التسويق الخاصة بها. وعلى الرغم من أن تلك التقنية قد تبدو مجازفة للشركات الناشئة المتواجدة، إلا أنه نجح العديد من رواد الأعمال و أصحاب المشروعات الصغيرة في بدء دمج تقنيات metaverse في شركاتهم الناشئة بحلول عام 2023. والميتافيرس – هو مفهوم يشبه الخيال العلمي يصف واقعًا افتراضيًا موحدًا ومُعززًا مقترنًا بالاقتصاد الرقمي – ولا يزال بعيدًا عن أن يصبح سائدًا بعد. ومع ذلك فإن التقنيات المجاورة للميتافرس مثل: blockchain و crypto tokens و NFTs و AR و VR وألعاب الفيديو ، أصبحت أكثر سهولة في الوصول إليها. ويتوقع بعض الخبراء أن الميتافيرس سيضيف 5 تريليونات دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. يجب أن يبدأ قادة الأعمال الأذكياء في تتبع الاتجاهات مثل التدريب الافتراضي باستخدام AR و VR، والعقود الذكية التي تم تمكينها بواسطة blockchain، والاتجاهات الأخرى المرتبطة بتطور الميتافيرس.

كانت هذه أشهر الاتجاهات التكنولوجية في عالم الشركات الناشئة والمتوقع ظهورها بقوة خلال عام 2023، ومن المتوقع أيضا ظهور العديد من الاتجاهات الأحدث فما زلنا في حالة ترقب عام وخاصة مع الوضع العالمي الغير مستقر للأسواق المالية، لربما قد تظهر الحاجة إلى ما هو أحدث خلال الأيام القادمة.

يمكنك أيضا قراءة المزيد لدينا عن: أهم استراتيجيات نمو الأعمال التي تحتاجها شركتك الناشئة في عام 2023!